تحطيم أسطورة الـ 21 يومًا: بناء العادات الصحية يستغرق شهرين على الأقل، وفقًا لبحث جديد

لقد سمعنا جميعًا عن قاعدة الـ 21 يومًا السحرية لبناء العادات. سواء كان الأمر يتعلق بالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو شرب المزيد من الماء، يُقال لنا غالبًا أنه يستغرق الأمر بضعة أسابيع فقط لتثبيت روتين جديد وصحي. ولكن وفقًا لبحث جديد من جامعة جنوب أستراليا، هذه القاعدة غير صحيحة. في الواقع، يتطلب الأمر على الأقل شهرين لكي تصبح العادات راسخة بالفعل.

قاعدة الـ 21 يومًا: أسطورة من الماضي

تعود قاعدة الـ 21 يومًا لبناء العادات إلى الستينيات، من خلال كتاب بعنوان Psycho-Cybernetics لجراح يُدعى ماكسويل مالترز. فقد لاحظ مالترز أن مرضاه كانوا يحتاجون إلى حوالي ثلاثة أسابيع للتأقلم مع مظهرهم الجديد بعد إجراء جراحة تجميلية. وقد افترض أن البشر يحتاجون إلى 21 يومًا للتكيف مع التغيير، وبذلك أصبحت هذه الفكرة قاعدة شائعة لبناء العادات.

لكن في يومنا هذا، نعلم أن أدمغتنا ليست سريعة في التكيف كما كنا نظن. إن تشكيل عادة جديدة يشبه إلى حد كبير الطبخ البطيء أكثر من كونه طعامًا يتم تحضيره في الميكروويف. إنها عملية طويلة تتطلب وقتًا وإصرارًا وصبرًا.

كم من الوقت يستغرق الأمر حقًا؟

في دراسة حديثة، قام الباحثون بدراسة عدة سنوات من الأبحاث المتعلقة بتكوين العادات. وكانت النتائج؟ في الواقع، يستغرق الأمر ما بين 59 و 335 يومًا (نعم، ما يصل إلى عام تقريبًا) لكي تصبح العادة ثابتة حقًا، وذلك اعتمادًا على مدى تعقيدها. لذلك، إذا لم تصبح شرب الماء أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية جزءًا من روتينك بعد بضعة أسابيع، لا تثبط عزيمتك. إن رحلة تشكيل العادات الدائمة ليست سباقًا سريعًا، بل هي ماراثون.

قوة البداية المبكرة

إذا كنت تريد زيادة فرصك في النجاح، فهناك خدعة صغيرة لتثبيت عاداتك: ابدأ بها في الصباح. تشير الأبحاث إلى أن بدء يومك بعادة صحية يعطيك بداية قوية. لماذا؟ لأن الصباح هو الوقت الذي نكون فيه في أفضل حال وأعلى مستويات الدافع. سواء كان الأمر يتعلق بأداء بعض التمارين الصباحية أو تناول تفاحة مع قهوتك، فإن بدء يومك بنغمة إيجابية يساعدك على متابعة تنفيذ العادة.

هذه هي الفرصة المثالية لإدخال تغييرات صغيرة يمكن أن تنمو مع مرور الوقت. قد يكون الأمر بسيطًا مثل استبدال مشروبك الصباحي السكري بكوب من الماء أو تخصيص خمس دقائق لجلسة تأمل سريعة. خطوات صغيرة، تأثير كبير.

حدد أهدافًا واقعية وكن صبورًا

الدرس المستفاد من كل هذا؟ كن لطيفًا مع نفسك. إذا كنت تواجه صعوبة في الالتزام بأهدافك للعام الجديد أو عاداتك الصحية، تذكر أن من الطبيعي أن يستغرق الأمر وقتًا أطول من المتوقع لتكوين تغييرات دائمة. بدلاً من التركيز على النتيجة الفورية، حدد أهدافًا صغيرة واقعية وابقَ ملتزمًا بها. هذه الطريقة التدريجية تساعد دماغك على التكيف دون أن تشعر بالإرهاق.

وتذكر أن كل شخص لديه رحلة مختلفة. قد يطور البعض عادة جديدة بسرعة أكبر من الآخرين، لذا من المهم أن تركز على وتيرتك الخاصة وتحتفل بتقدمك، مهما كان صغيرًا.

الاستمرارية على المدى الطويل

إذا كنت تشعر بالإحباط لأن عاداتك الجديدة لم تثبت كما كنت تأمل، فلا تقلق. كل شيء يتعلق بالاستمرارية. كما يقول المثل القديم، “روما لم تُبنى في يوم”. استمر في بذل الجهد، حتى في الأيام الصعبة، ومع مرور الوقت ستصبح هذه العادات جزءًا من حياتك اليومية.

ومن يدري؟ ربما بحلول العام المقبل، ستصبح تلك العادات “الجديدة” جزءًا من حياتك اليومية تمامًا، مثل بنطال السويت الشهير—شيئًا لا يمكنك تخيل حياتك بدونه.

أفكار ختامية

الرسالة الأساسية هي أن بناء العادات الصحية يتطلب وقتًا. قاعدة الـ 21 يومًا هي مجرد خرافة. سواء كنت تحاول تناول طعام صحي أكثر، أو ممارسة الرياضة بانتظام، أو العناية بصحتك النفسية، لا تشعر بالإحباط إذا استغرق الأمر وقتًا أطول مما توقعت. فقط استمر في المحاولة. مع الصبر والمثابرة والأهداف الواقعية، ستصل في النهاية إلى مرحلة تصبح فيها هذه العادات جزءًا منك.

لذا، إذا كنت قد واجهت صعوبة في التمسك بقراراتك لهذا العام، فلا تقلق—أنت لست وحدك. فقط استمر في المضي قدمًا، وربما بحلول العام المقبل، ستصبح تلك العادات جزءًا من حياتك كما هي الحال مع بنطال السويت الذي لا يمكن الاستغناء عنه.

Exit mobile version